منتديات بنوفر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بنوفر

الموقع الأكثر تطوراً في مجال الترفيه والتسلية ، تابع أحدث أخبار الأدب والفن الأفلام والمسلسلات، الرياضة، البرامج والألعاب، الفضائيات والاتصالات، العلوم واللغات، شاركنا آرائك مع محبي الفن والثقافة
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
مشاركة
موقع طريق الاسلام
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 97 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 97 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 264 بتاريخ 21/9/2024, 10:28 pm
Unite For Children
The Prophet Muhammad

It Is Time to know Muhammad The Prophet Muhammad

http://xsltcache.alexa.com/site_stats/gif/t/a/aHR0cDovL2Jub2ZyLmhvb3hzLmNvbQ==/s.gif
مشاركة
منتديات بنوفر
     
    مستشفي سرطان الأطفال
    Childrens Cancer Hosbital
    معا لحماية الأطفال
    Unite For Children

    COMODO 5.0.162636.1135

    Freedom Fighters class

    حصريا برنامج الحماية العملاق COMODO 5.0.162636.1135 Final للحماية من الفيروسات وملفات التجسس والتروجان وجميع الملفات الضارة في نسخه الثلاثة ( Internet Security - Antivirus - Firewall ) على اكثر من سيرفر

    CyberLink PowerDVD

    لعبة UEFA EURO 2008

    حصريا مشغل الافلام الافضل على الاطلاق CyberLink PowerDVD 10.0 Build 2113 فى اصداره الاخير لجودة اعلى على اكثر من سيرفر DVD`Rip

    AVS Video Editor 5.1.2.131

    Thief Deadly Shadows III

    حصريا برنامج AVS Video Editor 5.1.2.131 لتحرير الفيديو و اضافه عليه مؤثرات و الكتابة على الفيديو و الكثير .. بحجم 135 ميجا بايت معه الكراك و على اكثر من سيرفر بجوده HDTV تحميل مباشر على اكثر من سيرفر

    SONY Vegas Pro 9.0e Build 1147

    Avencast-Rise of the Mage

    حصريا عملاق سونى SONY Vegas Pro 9.0e الرائع لتحرير الفيديو والتعديل عليه بامكانات احترافية غير معقولة بحجم 163 ميجا على اكثر من سيرفر

    ClamWin Free Antivirus 0.96.1

    Celtic Kings-Rage Of War

    حصريا مكافح الفيروسات القوى والمجانى ClamWin Free Antivirus 0.96.1 بحجم 30 ميجا فقط على اكثر من سيرفر

    Winamp 5.572 Build 2933 Pro

    Chaos Legion

    عملاق تشغيل الصوتيات Winamp 5.572 Build 2933 فى اخر اصدارته مع الكيجن الخاص تحميل مباشر وعلى اكثر من سيرفر

    Alcohol 120%

    WWE Raw Total Edition 2008

    حصريا برنامج حرق الاسطوانات العملاق Alcohol 120% 7.0 بتحديثات جديدة بحجم 12 ميجا وعلى اكثر من سيرفر

    Windows XP SP3 OEM

    Taxi Extreme 3

    مجموعة نسخ اكس بي خاصة لاشهر الماركات العالمية Acer| Dell| HP-Compaq| SATA Drivers

    Devastation Zone Troopers

    Devastation Zone Troopers

    حصريا: لكل عشاق ألعاب الدمار الشامل DZT -فقط على ماي ايجي -على أكثر من سيرفر

    فيلم قاتل ما قتلش حد

    مجموعة العاب تعليمية "

    على فيلم قاتل ما قتلش حد اكثر من سيرفر سيرفر

    فيلم 1000 مبروك DVDRip

    CLUE classic 2008

    النسخة النهائية ,,من فيلم الف مبروك بجودة DVD RIp وبمساحة 262 ميجا رابط واحد على عدة سيرفرات

    ولاد العــــــــــــــــم DvdScr

    Long Range Shooting Simulation

    أفضل نسخة حتى الان لفيلم ولاد العم DvdScr مضغوطة بمساحة 260 ميجا على أكثر من سيرفر

    فيلم امريكاني من طنطا

    Dethkarz

    فيلم امريكاني من طنطا وعلى اكثر من سيرفر

    قبلات مسروقه DvdRip

    Generals

    حصريا الفيلم العربى - قبلات مسروقه - للكبار فقط نسخه DvdRip تحميل مباشر على اكثر من سيرفر

    Spirit Of The Wolf

    لعبة Splinter Cell"

    حصريا مع اللعبة الممتعة Spirit Of The Wolf بحجم 1.36 جيجا على اكثر من سيرفر

    فيلم Water Lilies للكبار فقط

    L.A.Rush

    فيلم Water Lilies للكبار فقط وعلى اكثر من سيرفر

    The Legend Of Zorro Dubbed

    لعبة Iron.Man

    فيلم الأكشن والتشويق The Legend Of Zorro مدبلج للعربية بمساحة 310 ميجا على أكثر من سيرفر

    Spider-Man II

    Star Defender 4

    فيلم الأكشن و الخيال العلمي 2 spider man مدبلج للعربيه بحجم 404 ميجا , تحميل مباشر

    MPlayer 2010-05-22 Build #79

    Arctic Stud Poker Run

    حصريا عملاق تشغيل المالتيميديا MPlayer 2010-05-22 Build #79 في اخر اصدار له بحجم 27 ميجا على اكثر من سيرفر

    avast! Antivirus 5.0.499 Beta avast! Internet Security 5.0.499 Beta

    Chess3D v2.8

    حصريا عملاق الحماية avast! 5.0.499 Beta بنسختيه Antivirus & Internet Security وعلى اكثر من سيرفر

    DirectX 9.28.1886 Redistributable

    EURO 2008

    حصريا برنامج DirectX 9.28.1886 Redistributable اللازم لتشغيل الالعاب من ميكروسوفت بتحديث فبراير 2010 على اكثر من سيرفر




     

     فوائد عظيمة للمعتبرين من قصة إبليس اللعين للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    sayedmarey
    مشرف عام المنتدي
    مشرف عام المنتدي
    sayedmarey


    مكان الاقامة : بنوفر
    ذكر عدد المساهمات : 291
    نقاط : 14250
    تاريخ التسجيل : 13/04/2011

    فوائد عظيمة للمعتبرين  من قصة إبليس اللعين  للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله Empty
    مُساهمةموضوع: فوائد عظيمة للمعتبرين من قصة إبليس اللعين للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله   فوائد عظيمة للمعتبرين  من قصة إبليس اللعين  للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله Empty4/10/2011, 7:24 am


    قال رحمه الله تعالى: في تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [الأعراف: 11] إلى آخر القصة.

    اقترح عليك قراءة الآيات أولاً حتى تستفيد من الفوائد وتفهم العبر.

    قال رحمه الله: في القصة فوائد عظيمة، وعبر لمن اعتبر بها:

    منها - وهي أعظمها - : أنها تفيد الخوف العظيم الدائم في القلب، وأن المؤمن لا يأمن حتى تأتيه الملائكة عند الموت تبشره، وذلك من قصة إبليس وما كان فيه أولاً من العبادة والطاعة، ففي ذلك شيء من تأويل قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)).

    ومنها: أن لا يأمن عاقبة الذنب، ولو كان قَبْلَه طاعاتٌ كثيرة، وهو ذنب واحد، فكيف إذا كانت الذنوب بعدد رمل عالج ؟! ومن هذا قول بعض السلف: نضحك ولعل الله اطلع على بعض أعمالنا، فقال: اذهبوا فلا أقبل منكم عملا، أو كلاما هذا معناه .

    وأبلغ منه قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)). قال علقمة: كم من كلام منعنيه حديث بلال، يعني هذا.

    ومنها: أنها تخلع من القلب داء العُجب، الذي هو أشد من الكبائر.

    ومنها - وهي من أعظمها -: أنها تُعرِّف المؤمن شيئا من كبرياء الله وعظمته وجبروته، ولا يدلي عليه، ولو بلغ في الطاعة ما بلغ. وقد وقع في هذه الورطة كثير من العباد فمستقل ومستكثر.

    ومنها: التحذير من معارضة القدر بالرأي، لقوله:{أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ}؛ وهذه بلية عظيمة لا يتخلص منها إلا من عصمه الله، لكن مقل ومكثر.

    ومنها - وهي من أعظمها -: تأدب المؤمن من معارضة أمر الله ورسوله بالرأي، كما استدل بها السلف على هذا الأمر، ولا يتخلص من هذا إلا من سبقت له من الله الحسنى.

    ومنها: عدم الاحتجاج بالقدر عند المعصية، لقوله: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}، بل يقول كقول أبيه: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} الآية.

    ومنها: معرفة قدر المتكبر عند الله، خصوصا مع قوله: {فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا}.

    ومنها: الفخر بالأصل، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم التشديد في ذلك؛ والفخر منهي عنه مطلقا، ولو كان بحق، فكيف إذا كان بباطل ؟

    ومنها: الشهادة لما كان عليه السلف، أن البدعة أكبر من الكبائر؛ لأن معصية اللّعين كانت بسبب الشبهة، ومعصية آدم بسبب الشهوة .

    ومنها: عدم الاغترار بالعلم؛ فإن اللّعين كان من أعلم الخلق، فكان من أمره ما كان.

    ومنها: عدم الاغترار بالرتبة والمنْزلة، فإنه كان له منْزلة رفيعة، وكذلك بلعام وغيره ممن له علم ورتبة ثم سلب ذلك.

    ومنها: معرفة العداوة التي بين آدم وذريته، وبين إبليس وذريته، وأن هذا سببا لمّا طرد عدو الله، ولعن بسبب آدم لمّا لم يخضع.

    وهذ المعرفة مما يغرس في القلب محبة الرب جل جلاله، ويدعوه إلى طاعته وإلى شدة مخالفة الشيطان؛ لأنه سبحانه ما طرد إبليس ولعنه وجعله بهذه المنْزلة الوضيعة بعد تلك المنْزلة الرفيعة، إلا لأنه لم يخضع بالسجود لأبينا آدم، فليس من الإنصاف والعدل موالاته، وعصيان المنعم جل جلاله، كما ذكر هذه الفائدة بقوله: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}.

    ومنها: معرفة شدة عداوة عدو الله لنا، وحرصه على إغوائنا بكل طريق، فيعتدَّ المؤمن لهذا الحرب عدته، ولا يعلم قوة عدوه وضعفه عن محاربته إلا بمعونة الله، كما قال قتادة: "إن عدواً يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، إنه لشديد المؤونة إلا من عصمه الله، وقد ذكر الله عداوته في القرآن في غير موضع، وأمرنا باتخاذه عدوا" .

    ومنها - وهي من أعظمها - معرفة الطرق التي يأتينا منها عدو الله، كما ذكر الله تعالى عنه في القصة، أنه قال: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، وإنما تعرف عظمة هذه الفائدة بمعرفة شيء من معاني هذا الكلام، وأنا أمثل لك مثالاً واحداً لما ذَكر السلف، وهو: أن العدو الذي من بني آدم إذا أراد أن يمكر بك، لم يستطع أن يمكر إلا في بعض الأشياء وهي الأشياء الغامضة، والأشياء التي ليست بعالية.

    فلو أراد أن يمكر بك في أمر واضح بين، مثل التردي من جبل أو بئر وأنت ترى ذلك، لم يستطع، خصوصا إذا عرفت أنه قد مكر بك مرات متعددة، ولو أراد ليمكر بك لتتزوج عجوزاً شوهاء وأنت تراها، لم يستطع ذلك.

    وأنت ترى اللعين - أعاذنا الله منه - يأتي الآدمي في أشياء واضحة بينة أنها من محارم الله، فيحمله عليها حتى يفعلها، ويزينها في عينه حتى يفرح بها، ويزعم أن فيها مصلحة ويذم من خالفه؛ كما قال تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} الآية، وقوله: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقوله: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}، وهذا معنى قول من قال: {من بين أيديهم} من قبل الدنيا فإنهم يعرفونها وعيوبها ومجمعون على ذمها، ثم مع هذا لأجلها قطعوا أرحامهم، وسفكوا دماءهم، وفعلوا ما فعلوا، وهذا معنى قول مجاهد: {من بين أيديهم} من حيث يبصرون.

    فهو لم يقنع بإتيانه إياهم من الجهة التي يجهلون أنها معصية، مثل ما فسر به مجاهد {من خلفهم} قال: "من حيث لا يبصرون، ولا من جهة الغيب"، كما قال فيها بعضهم، الآخرة أشككهم فيها، لم يقنع بذلك عدو الله، حتى أتاهم في الأمور التي يعرفونها عيانا أنها النافعة وضدها الضار، وفي الأمور التي يعرفون أنها سيئات وضدها حسنات، ومع هذا فأطاعوه في ذلك، إلا من شاء الله منهم، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .

    ومنها: أن معرفة هذه القصة تزرع في قلب المؤمن حب الله تعالى الذي هو أعظم النعم على الإطلاق وذلك من صنعه سبحانه بالإنسان وتشريفه، وتفضيله إياه على - الملائكة، وفعله بإبليس ما فعل لما أبى أن يسجد له، وخلقه إياه بيده، ونفخه فيه من روحه، وإسكانه جنته.

    وقد خاطب الله سبحانه بني إسرائيل الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل مع آبائهم، وذكرهم بذلك واستدعاهم به، وذكرهم أنه فعله بهم، كقوله: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} وغير ذلك.

    وذكر النعم التي هي أصل الشكر الذي هو الدين؛ لأن شكرها مبني على معرفتها وذكرها، فمعرفة النعم من الشكر، بل هي أُمّ الشكر، كما في الحديث: ((من أُسْدِىَ إليه معروف فذكره فقد شكره، فإن كتم فقد كفره)) هذا في الأشياء التي تصدر من بني آدم، فكيف بنعم المنعم على الحقيقة والكمال ؟ واجتمع الصحابة يوما في دار يتذاكرون ما من الله عليهم به، من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وجلس الفضيل وابن أبي ليلى يتذاكرون.

    ومنها: أن التأويل الفاسد في رد النصوص ليس عذرا لصاحبه، كما أنه سبحانه لم يعذر إبليس في شبهته التي ألقاها، كما لم يعذر من خالف النصوص متأولا مخطئا، بل كان ذلك التأويل زيادة في كفره.

    ومنها: أن مثل هذا التأويل ليس على أهل الحق أن يناظروا صاحبه، ويبينوا له الحق، كما يفعلون مع المخطئ المتأول؛ بل يبادر إلى عقوبته بالعقوبة التي يستحقها بقدر ذنبه؛ وإلا أعرض عنه إن لم يقدر عليه؛ كما كان السلف الصالح يفعلون هذا وهذا. فإنه سبحانه لما أبدى له إبليس شبهته فعل به ما فعل ولما عَتَبَ على الملائكة في قيلهم، أبدى لهم شيئا من حكمته وتابوا .

    وقد وقعت هذه الثلاث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي فتح الله فيها مكة، فإنه لما أعطى المؤلفة قلوبهم ووجدت عليه الأنصار عاتبهم واعتذروا وقبل عذرهم، وبين لهم شيئا من الحكمة. ولما قال له ذلك الرجل العابد: اعدل، قال له كلاما غليظا، واستأذنه بعض الصحابة في قتله ولم ينكر عليه؛ لكن ترك قتله لعذر ذكره، ولما فعل خالد بن الوليد ببني جذيمة ما فعل، رد عليهم ما أخذ منهم و وادهم، ولا نعلم أنه عاتب خالدا ولا منعه ذلك من تأميره على الناس.

    ومنها: أن الشبهة إذا كانت واضحة البطلان لا عذر لصاحبها، فإن الخوض معه في إبطالها تضييع للزمان، وإتعاب للحيوان، مع أن ذلك لا يردعه عن بدعته، وكان السلف لا يخوضون مع أهل الباطل في رد باطلهم، كما عليه المتأخرون، بل يعاقبونهم إن قدروا، وإلا أعرضوا عنهم، وقال أحمد لمن أراد أن يرد عليهم: اتق الله ولا تنصب نفسك لهذا، فإن جاءك مسترشد فأرشده وهو سبحانه لما قال اللعين: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}، ولما قالت الملائكة ما قالت { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ } ثم بيّن لهم ما بيّن حتى أذعنوا.

    ومنها: معرفة قدر الإخلاص عند الله، وحماية الله لأهله، لقول اللعين: {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، فعرف عدو الله أنه لا سبيل له على أهل الإخلاص.

    ومنها: أن كشف العورة مستقر قبحه في الفطر والعقول، لقوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا}، وقد سماه الله فاحشة.

    ومنها: أنه لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بالفجرة، بل يكون على حذر منهم، ولو قالوا ما قالوا، خصوصا أولياء الشيطان، الذين تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته، فإن اللعين حلف{إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}.

    ومنها: أن زخرفة القول قد تخرج الباطل في صورة الحق، كما في الحديث: ((إن من البيان لسحرا)) فإن اللعين زخرف قوله بأنواع، منها: تسمية الشجرة شجرة الخلد .

    ومنها: تأكيد قوله: {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} وغير ذلك مما ذكر في القصة، فينبغي للمؤمن أن يكون من زخرف القول على حذر، ولا يقنع بظاهره حتى يعجم العود.

    ومنها: أن في القصة شاهدا لما ذكر في الحديث: ((إن من العلم جهلا)) أي: من بعض العلم ما العلم به جهل ، والجهل به هو العلم؛ فإن اللّعين من أعلم الخلق بأنواع الحيل التي لا يعرفها آدم، مع أن الله علمه الأسماء كلها، فكان ذلك العلم من إبليس هو الجهل، وفي الحديث: ((إن الفاجر خب لئيم، وإن المؤمن غِرٌ كريم))، وأبلغ من ذلك وأعم منه قول الملائكة: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا } فقيل لهم ما قيل وعوتبوا، فكانت توبتهم أن قالوا: { سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} ، فكان كمالهم ورجوعهم عن العتب، وكمال علمهم أن أقروا على أنفسهم بالجهل، إلا ما علمهم سبحانه، ففي هذه القصة شاهد للقاعدة الكبرى في الشريعة المنبه عليها في مواضع، منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها)) .

    ومنها: أنه لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بخوارق العادة، إذا لم يكن مع صاحبها استقامة على أمر الله، فإن اللّعين أنظره الله تعالى، ولم يكن ذلك إلا إهانة له وشقاء له، وحكمة بالغة يعلمها الحكيم الخبير، فينبغى للمؤمن أن يميز بين الكرامات وغيرها، ويعلم أن الكرامة هي لزوم الاستقامة.

    ومنها: أن الأمور التي يحرص عليها أهل الدنيا قد تكون عقوبة ومحنة، والجاهل يظنها نعمة، مثل المال والجاه وطول العمر؛ فإن الله أعطى اللعين من النظرة ما أعطاه.

    ومنها: أن يعلم المؤمن أن الذنوب كثيرة، ولا نجاة له منها إلا بمعونة الله وعفوه، وأن كثيراً منها قد لا يعلمه من نفسه، فإن أكثر الكبائر القلبية مثل الرياء والكبر والحسد وترك التوكل والإخلاص وغير ذلك، قد يتلطخ بها الرجل وهو لا يشعر، ولعله يتورع عن بعض الصغائر الظاهرة، وهو في غفلة عن هذه العظائم .

    ومنها: أن يعرف قدر معصية الحسد، وكيف آل باللعين حسده إلى أن فعل به ما فعل.

    ومنها - وهو من أحسنها -: أن يعرف صحة ما ذكر عن بعض السلف: أن من لم يجاهد في سبيل الله، ابتلي بالجهاد في سبيل الشيطان، ومن بخل بإنفاقه المال في طاعة الله، ابتلي بإنفاقه في المعاصي وفيما لا ينفعه، ومن لم يمش في طاعة الله خطوات، مشى في معصية الشيطان أميالا وأشباه ذلك.

    والدليل من القصة أبلغ من هذا بكثير، فإن اللعين أبى أن يسجد لزعمه أن ذلك نقص في حقه، ثم صار بعد ذلك يكدح جهده في القيادة والدياثة وأنواع الرذائل.

    ومنها: أن في القصة معنى قوله صلى الله عليه وسلم ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) إلى آخره.

    ومن ذلك قوله حكاية عن إبليس: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}، فإنهم ذكروا في معناه، أي: آمرهم بتغيير خلق الله، وهي فطرته التي فطر عباده عليها وهي الإسلام لله وحده لا شريك له.

    ومنها: أن فيها معنى القاعدة الكبرى في الشريعة، المذكورة في مواضع، منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) وهي من قوله: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ} ، فإنهم ذكروا أن معناه: قطع آذان البحيرة تقربا إلى الله، على عادات الجاهلية.

    ومنها: أنها تفيد المعنى العظيم المذكور في قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}، وما في معناه من النصوص، وذلك مستفاد من صنع اللعين؛ فإنه مع علمه بجبروت الله وأليم عذابه، وأنه لا محيص عنه، ويعرف من الأمور ما لا يعرفه كثير من أهل العلم، ومع ذلك لم يتب ولم يرجع، بل أصر وعاند وطلب النظرة لأجل المعصية مع علمه بعقابه وعدم مصلحته من فعله؛ وهذا باب عظيم من معرفة الرب وقدرته، وتقليبه القلوب كيف يشاء، وتيسيره كل عبد لما خلق له فيفعله باختياره.

    ومنها: أن الله سبحانه قد يعاقب العبد إذا غضب عليه، بعقوبات باطنة في دينه وقلبه، لا يعرفها الناس، مع إمداده إياه في الدنيا، كما قال تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ} كما فعل إبليس.

    ومنها: أن فيها شهادة لما ذكر عن بعض السلف، أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها.

    ومنها: أنها تفيد القاعدة المعروفة أن الجزاء من جنس العمل، وذلك أنه قصَدَ الترفع، فقيل له: {فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}، فقصد العز فأذله الله بأنواع من الذل .

    ومنها: الشهادة لصحة الكلام المذكور عن بعض السلف، في قوله: والله إن معالجة التقي التقوى أهون من معالجة غير التقي الناس، وقول من قال: مصانعة وجه واحد، أهون من مصانعة ألف وجه.

    وبيان ذلك: أن اللعين لما تخيل أن عليه من أمر الله شيئا من النقص، فلو قدم طاعة الله وآثرها على هواه وسجد لآدم، فلو قُدَّر أن ما تخيله صحيح وأن ذلك غضاضة عليه، لكان في جنب ما أتاه من الشر والهوان والصغار جزءا يسيرا، فالله المستعان، فكيف ولو فعل ذلك لكان فيه شرفه وسعادته، كما هو عادة الله في خلقه أن من تواضع لله رفعه.

    ومنها: أن الفاجر قد يعطيه الله سبحانه كثيرا من القوى والإدراكات في العلوم والأعمال، حتى في صحة الفراسة، كما ذكر عن اللعين حين تفرس فيهم أنه يغويهم إلا المخلصين، فصدق الله فراسته في قوله: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

    فإن قيل في الحديث: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" فلا يناقض ما ذكرناه، بل يدل على أن المؤمن أتم في هذه الخصلة من غيره وأصدق، كما كان في العلم والإيمان والأعمال والحلم والصبر وغير ذلك، ولو كان للفجار شيء من ذلك.

    ومنها: الشهادة للقاعدة المعروفة في الشريعة، أن كل عمل لا يقصد به وجه الله فهو باطل، لاستثنائه المخلصين.

    ومنها: الشهادة للقاعدة الثانية وهي: أن كل عمل على غير اتباع الرسول غير مقبول، لقوله في القصة: {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً} الآية، فقسم الناس إلى قسمين: إلى أهل الجنة وهم الذين اتبعوا الهدى المنزل من الله، وأهل الشقاق والضلال وهم من أعرض عنه؛ فانتظمت هذه القصة لهاتين الآيتين العظيمتين، اللتين هما أكبر قواعد الشريعة على الإطلاق. القاعدة الأولى فيها حديث عائشة: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    فوائد عظيمة للمعتبرين من قصة إبليس اللعين للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » أسباب شرح الصدور للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
    » كيف تقر عينك بالصلاة ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
    » كيف تصبر على البلاء ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
    » الدعاء الذي لا يكاد يرد للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
    » طعام القلب وشرابه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات بنوفر :: المنتدى الاسلامي العام-
    انتقل الى: