منتديات بنوفر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بنوفر

الموقع الأكثر تطوراً في مجال الترفيه والتسلية ، تابع أحدث أخبار الأدب والفن الأفلام والمسلسلات، الرياضة، البرامج والألعاب، الفضائيات والاتصالات، العلوم واللغات، شاركنا آرائك مع محبي الفن والثقافة
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
مشاركة
موقع طريق الاسلام
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 35 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 35 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 264 بتاريخ 21/9/2024, 10:28 pm
Unite For Children
The Prophet Muhammad

It Is Time to know Muhammad The Prophet Muhammad

http://xsltcache.alexa.com/site_stats/gif/t/a/aHR0cDovL2Jub2ZyLmhvb3hzLmNvbQ==/s.gif
مشاركة
منتديات بنوفر
     
    مستشفي سرطان الأطفال
    Childrens Cancer Hosbital
    معا لحماية الأطفال
    Unite For Children

    COMODO 5.0.162636.1135

    Freedom Fighters class

    حصريا برنامج الحماية العملاق COMODO 5.0.162636.1135 Final للحماية من الفيروسات وملفات التجسس والتروجان وجميع الملفات الضارة في نسخه الثلاثة ( Internet Security - Antivirus - Firewall ) على اكثر من سيرفر

    CyberLink PowerDVD

    لعبة UEFA EURO 2008

    حصريا مشغل الافلام الافضل على الاطلاق CyberLink PowerDVD 10.0 Build 2113 فى اصداره الاخير لجودة اعلى على اكثر من سيرفر DVD`Rip

    AVS Video Editor 5.1.2.131

    Thief Deadly Shadows III

    حصريا برنامج AVS Video Editor 5.1.2.131 لتحرير الفيديو و اضافه عليه مؤثرات و الكتابة على الفيديو و الكثير .. بحجم 135 ميجا بايت معه الكراك و على اكثر من سيرفر بجوده HDTV تحميل مباشر على اكثر من سيرفر

    SONY Vegas Pro 9.0e Build 1147

    Avencast-Rise of the Mage

    حصريا عملاق سونى SONY Vegas Pro 9.0e الرائع لتحرير الفيديو والتعديل عليه بامكانات احترافية غير معقولة بحجم 163 ميجا على اكثر من سيرفر

    ClamWin Free Antivirus 0.96.1

    Celtic Kings-Rage Of War

    حصريا مكافح الفيروسات القوى والمجانى ClamWin Free Antivirus 0.96.1 بحجم 30 ميجا فقط على اكثر من سيرفر

    Winamp 5.572 Build 2933 Pro

    Chaos Legion

    عملاق تشغيل الصوتيات Winamp 5.572 Build 2933 فى اخر اصدارته مع الكيجن الخاص تحميل مباشر وعلى اكثر من سيرفر

    Alcohol 120%

    WWE Raw Total Edition 2008

    حصريا برنامج حرق الاسطوانات العملاق Alcohol 120% 7.0 بتحديثات جديدة بحجم 12 ميجا وعلى اكثر من سيرفر

    Windows XP SP3 OEM

    Taxi Extreme 3

    مجموعة نسخ اكس بي خاصة لاشهر الماركات العالمية Acer| Dell| HP-Compaq| SATA Drivers

    Devastation Zone Troopers

    Devastation Zone Troopers

    حصريا: لكل عشاق ألعاب الدمار الشامل DZT -فقط على ماي ايجي -على أكثر من سيرفر

    فيلم قاتل ما قتلش حد

    مجموعة العاب تعليمية "

    على فيلم قاتل ما قتلش حد اكثر من سيرفر سيرفر

    فيلم 1000 مبروك DVDRip

    CLUE classic 2008

    النسخة النهائية ,,من فيلم الف مبروك بجودة DVD RIp وبمساحة 262 ميجا رابط واحد على عدة سيرفرات

    ولاد العــــــــــــــــم DvdScr

    Long Range Shooting Simulation

    أفضل نسخة حتى الان لفيلم ولاد العم DvdScr مضغوطة بمساحة 260 ميجا على أكثر من سيرفر

    فيلم امريكاني من طنطا

    Dethkarz

    فيلم امريكاني من طنطا وعلى اكثر من سيرفر

    قبلات مسروقه DvdRip

    Generals

    حصريا الفيلم العربى - قبلات مسروقه - للكبار فقط نسخه DvdRip تحميل مباشر على اكثر من سيرفر

    Spirit Of The Wolf

    لعبة Splinter Cell"

    حصريا مع اللعبة الممتعة Spirit Of The Wolf بحجم 1.36 جيجا على اكثر من سيرفر

    فيلم Water Lilies للكبار فقط

    L.A.Rush

    فيلم Water Lilies للكبار فقط وعلى اكثر من سيرفر

    The Legend Of Zorro Dubbed

    لعبة Iron.Man

    فيلم الأكشن والتشويق The Legend Of Zorro مدبلج للعربية بمساحة 310 ميجا على أكثر من سيرفر

    Spider-Man II

    Star Defender 4

    فيلم الأكشن و الخيال العلمي 2 spider man مدبلج للعربيه بحجم 404 ميجا , تحميل مباشر

    MPlayer 2010-05-22 Build #79

    Arctic Stud Poker Run

    حصريا عملاق تشغيل المالتيميديا MPlayer 2010-05-22 Build #79 في اخر اصدار له بحجم 27 ميجا على اكثر من سيرفر

    avast! Antivirus 5.0.499 Beta avast! Internet Security 5.0.499 Beta

    Chess3D v2.8

    حصريا عملاق الحماية avast! 5.0.499 Beta بنسختيه Antivirus & Internet Security وعلى اكثر من سيرفر

    DirectX 9.28.1886 Redistributable

    EURO 2008

    حصريا برنامج DirectX 9.28.1886 Redistributable اللازم لتشغيل الالعاب من ميكروسوفت بتحديث فبراير 2010 على اكثر من سيرفر




     

     كيف تقر عينك بالصلاة ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    sayedmarey
    مشرف عام المنتدي
    مشرف عام المنتدي
    sayedmarey


    مكان الاقامة : بنوفر
    ذكر عدد المساهمات : 291
    نقاط : 14250
    تاريخ التسجيل : 13/04/2011

    كيف تقر عينك بالصلاة ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله Empty
    مُساهمةموضوع: كيف تقر عينك بالصلاة ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله   كيف تقر عينك بالصلاة ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله Empty18/10/2011, 7:01 am

    الصلاة
    قُرَّةُ عيون المحبين في هذه الدنيا؛ لما فيها من مناجاة من لا تقر
    العيون، ولا تطمئن القلوب، ولا تسكن النفوس إلا إليه، والتنعم بذكره،
    والتذلل والخضوع له، والقرب منه، ولا سيما في حال السجود، وتلك الحال أقرب
    ما يكون العبد من ربه فيها، ومن هذا قول النبي – صلى الله عليه وسلم - :
    « قُمْ يا بلالُ، فأرِحْنَا بالصلاة » ، فأعَلَم بذلك أن راحته في الصلاة كما أخبر أن قرة عينه فيها. فأين هذا من قول القائل: نصلي ونستريح من الصلاة!
    فالمحب
    راحته وقرة عينه في الصلاة، والغافل المعرض ليس له نصيب من ذلك، بل الصلاة
    كبيرة شاقة عليه، إذا قام فيها كأنه على الجمر حتى يتخلص منها، وأحبُّ
    الصلاةِ إليه أعجلها وأسرعها، فإنه ليس له قرة عين فيها، ولا لقلبه راحة
    بها، والعبد إذا قرَّت عينه بشيء واستراح قلبه به فأشق ما عليه مفارقته،
    والمتكلِّف الفارغ القلب من الله والدار الآخرة المبتلى بمحبة الدنيا أشق
    ما عليه الصلاة، وأكره ما إليه طولها، مع تفرغه وصحته وعدم اشتغاله!

    ومما ينبغي أن يُعلَم: أنَّ الصلاة التي تَقرُّ بها العين ويستريح بها القلب هي التي تجمع ستة مشاهد :
    المشهد الأول: الإخلاص
    وهو
    أن يكون الحامل عليها والداعي إليها رغبة العبد في الله، ومحبته له، وطلب
    مرضاته، والقرب منه، والتودد إليه، وامتثال أمره، بحيث لا يكون الباعث له
    عليها حظاً من حظوظ الدنيا ألبَتَّةَ، بل يأتي بها ابتغاء وجه ربه الأعلى،
    محبةً له وخوفا من عذابه، ورجاء لمغفرته وثوابه.

    المشهد الثاني: مشهد الصِّدق والنصح
    وهو
    أن يفرِّغ قلبه لله فيها، ويستفرغ جهده في إقباله فيها على الله، وجمع
    قلبه عليها، وإيقاعها على أحسن الوجوه وأكملها ظاهراً وباطناً، فإنَّ
    الصلاة لها ظاهر وباطن؛ فظاهرها: الأفعال المشاهدة والأقوال المسموعة،
    وباطنها: الخشوع والمراقبة وتفريغ القلب لله والإقبال بكليته على الله
    فيها، بحيث لا يلتفت قلبه عنه إلى غيره، فهذا بمنزلة الروح لها، والأفعال
    بمنزلة البدن، فإذا خلت من الروح كانت كبدن لا روح فيه، أفلا يستحي العبد
    أن يُواجِه سيدَه بمثل ذلك! ولهذا تُلَفُّ كما يُلَفُّ الثوب الخلق ويُضرب
    بها وجه صاحبها، وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني.

    والصلاة
    التي كمل ظاهرها وباطنها تصعد ولها نور وبرهان كنور الشمس حتى تُعرَض على
    الله فيرضاها ويقبلها، وتقول: حفظك الله كما حفظتني.

    المشهد الثالث : مشهد المتابعة والاقتداء
    وهو
    أن يحرص كل الحرص على الاقتداء في صلاته بالنبي صلى الله عليه وسلم ويصلي
    كما كان يصلي؛ وَيُعْرِض عما أحدث الناس في الصلاة، من الزيادة والنقصان،
    والأوضاع التي لم يُنقَلْ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء منها ولا عن
    أحد من أصحابة؛ ولا يقف عند أقوال المرخِّصين الذين يقفون مع أقل ما
    يعتقدون وجوبه، ويكون غيرهم قد نازعهم في ذلك وأوجب ما أسقطوه، ولعل
    الأحاديث الثابتة والسنة النبوية من جانبه ولا يلتفتون إلى ذلك، ويقولون:
    (نحن مقلدون لمذهب فلان) وهذا لا يُخَلِّص عند الله ولا يكون عذرا لمن تخلف
    عما علمه من السنة عنده، فإن الله – سبحانه - إنما أمر بطاعة رسوله
    واتِّباعه وحدَهُ ولم يأمر باتِّباع غيره، وإنما يُطاعُ غيره إذا أمر بما
    أمر به الرسول، وكل أحد سوى الرسول صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله
    ومتروك.

    وقد
    أقسم الله - سبحانه - بنفسه الكريمة أنا لا نؤمن حتى نُحَكِّم الرسول فيما
    شجر بيننا، وننقاد لحكمه ونُسَلِّمَ تسليماً. فلا ينفعنا تحكيم غيره
    والانقياد له، ولا ينجينا من عذاب الله، ولا يقبل منا هذا الجواب إذا سمعنا
    نداءه - سبحانه - يوم القيامة
    ﴿ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص: 65] فإنه لا بد أن يسألنا عن ذلك، ويُطالبنا بالجواب، قال تعالى: ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف: 6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أُوحي إليَّ أنكم بي تُفتنون وعني تُسألون » [صحيح الجامع: 1361]، يعني المسألة في القبر، فمن انتهت إليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها لقول أحد من الناس فَسَيَرِدُ يوم القيامة ويعلم.
    المشهد الرابع مشهد الإحسان
    وهو
    مشهد المراقبة، وهو أن يعبد الله كأنه يراه. وهذا المشهد إنما ينشأ من
    كمال الإيمان بالله وأسمائه وصفاته، حتى كأنه يرى الله - سبحانه - فوق
    سمواته، مستوياً على عرشه، يتكلم بأمره ونهيه، ويُدَبِّرُ أمر الخليقة،
    فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه، وتُعْرَضُ أعمال العباد وأرواحهم عند
    الموافاة عليه. فيشهدُ ذلك كله بقلبه، ويشهد أسماءه وصفاته، ويشهد قيوماً
    حيّاً، سميعاً بصيراً، عزيزاً حكيما، آمراً ناهياً، يحب ويبغض، ويرضى
    ويغضب، ويفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وهو فوق عرشه، لا يخفى عليه شيء من
    أعمال العباد ولا أقوالهم ولا بواطنهم، بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي
    الصدور.

    ومشهد
    الإحسان أصل أعمال القلوب كلها، فإنه يوجب الحياء، والإجلال، والتعظيم،
    والخشية، والمحبة، والإنابة، والتوكل، والخضوع لله – سبحانه - والذل له؛
    ويقطع الوسواس وحديث النفس، ويجمع القلب والهم على الله.

    فحظ
    العبد من القُرب من الله على قدر حظِّه من مقام الإحسان، وبحسبه تتفاوت
    الصلاة حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض،
    وقيامهما وركوعهما وسجودهما واحد.

    المشهد الخامس : مشهد الـمِنَّـة
    وهو
    أن يشهد أن المنَّة لله – سبحانه -، كونه أقامه في هذا المقام وأهله له
    ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته. فلولا الله - سبحانه - لم يكن شيء من
    ذلك، كما كان الصحابة يَحْدُونَ بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون:

    [center]( والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا )
    قال الله تعالى: ﴿ يَمُنُّونَ
    عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ
    اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ
    صَادِقِينَ
    [الحجرات: 17] فالله - سبحانه - هو الذي جعل المسلم مسلماً، والمصلي مصلياً، كما قال الخليل صلى الله عليه وسلم: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ [البقرة: 128]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي [إبراهيم: 40].
    فالمنَّةُ لله وحده في أن جعل عبده قائماً بطاعته. وكان هذا من أعظم نِعَمِه عليه.
    وقال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل: 53]، وقال: ﴿ وَلَكِنَّ
    اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
    وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ
    هُمُ الرَّاشِدُونَ
    [الحجرات: 7].
    وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد وكلما كان العبد أعظم توحيداً كان حظه من هذا المشهد أتم.
    وفيه
    من الفوائد أنه يحول بين القلب وبين العُجبِ بالعمل ورؤيته، فإنه إذا شهد
    أن الله - سبحانه - هو المانُّ به، الموفق له، الهادي إليه، شَغَلَه شهود
    ذلك عن رؤيته، والإعجاب به، وأن يصول به على الناس، فَيُرفع من قلبه؛ فلا
    يعجب به، ومن لسانه؛ فلا يَمُنُّ به ولا يتكثر به، وهذا شأن العمل المرفوع.

    ومن
    فوائده أنه يضيف الحمد إلى وليه ومستحقه، فلا يشهد لنفسه حمداً بل يشهده
    كله لله، كما يشهد النعمة كلها مِنْهُ، والفضل كله له، والخير كله في يديه،
    وهذا من تمام التوحيد، فلا يستقر قدمه في مقام التوحيد إلا بعلم ذلك
    وشُهُودِهِ، فإذا علمه ورسخ فيه صار له مشهداً، وإذا صار لقلبه مشهداً أثمر
    له من المحبة والأُنس بالله والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته ما لا
    نسبة بينه وبين أعلى نعيم الدنيا ألبتة.

    وما للمرء خير في حياته إذا كان قلبه عن هذا مصدوداً، وطريق الوصول إليه عنه مسدوداً، بل هو كما قال تعالى: ﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر: 3].
    المشهد السادس : مشهد التقصير
    وأنَّ
    العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد وبذل وسعه فهو مقصر، وحق
    الله - سبحانه - عليه أعظم، والذي ينبغي له أن يُقابَل به من الطاعة
    والعبودية والخدمة فوق ذلك بكثير، وأنَّ عظمته وجلاله - سبحانه - يقتضي من
    العبودية ما يليق بها.

    وإذا
    كان خدم الملوك وعبيدهم يعاملونهم في خدمتهم بالإجلال لهم، والتعظيم،
    والاحترام، والتوقير، والحياء، والمهابة، والخشية، والنصح، بحيث
    يُفرِّغُونَ قلوبهم وجوارحهم لهم، فمالك الملوك ورب السموات والأرض أولى أن
    يُعامَل بذلك، بل بأضعاف ذلك.

    وإذا
    شهد العبد من نفسه أنه لم يُوَفِّ ربه في عبوديته حقه، ولا قريباً من حقه،
    علم تقصيره، ولم يسعه مع ذلك غير الاستغفار والاعتذار من تقصيره وتفريطه
    وعدم القيام بما ينبغي له من حقه، وأنه إلى أن يغفر له العبودية ويعفو عنه
    فيها أحوج منه إلى أن يطلب منه عليها ثوابا، وهو لو وفَّاها حقها كما ينبغي
    لكانت مُستَحَقَّةً عليه بمقتضى العبودية، فإنَّ عمل العبد وخدمته لسيده
    مُستَحقٌّ عليه بحكم كونه عبده ومملوكه، فلو طَلَبَ منه الأُجرَةَ على عمله
    وخدمته لعده الناس أحمَقَ وأخرَقَ، هذا وليس هو عبده ولا مملوكه على
    الحقيقة، وهو عبد الله، ومملوكه على الحقيقة من كل وجه.

    فعمله وخدمته مُستَحَقٌ عليه بحكم كونه عبده، فإذا أثابه عليه كان ذلك مجرد فضلٍ ومنَّة وإحسان إليه لا يستحقه العبد عليه.
    ومن ههنا يُفهم معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « قَارِبُوا وَسَدِّدُوا َاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ » قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْتَ. قَالَ: « وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِىَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ » [رواه مسلم: 7295].
    وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه - : « يُخَرَجُ
    للعبد يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه حسناته، وديوان فيه سيئاته،
    وديوان النعم التي أنعم الله عليه بها. فيقول الرب - تعالى – لنعمه: خذي
    حقك من حسنات عبدي. فيقوم أصغرها فتستنفذ حسناته، ثم تقول: وعِزَّتك ما
    استوفيت حقي بعد. فإذا أراد الله أن يرحم عبده وهبه نعمه عليه، وغفر له
    سيئاته، وضاعف له حسناته
    ».
    وهذا ثابتٌ عن أنس. وهو أدلُّ شيء على كمال علم الصحابة بربهم وحقوقه
    عليهم، كما أنهم أعلم الأمة بنبيهم وسنته ودينه، فإنَّ في هذا الأثر من
    العلم والمعرفة ما لا يدركه إلا أولو البصائر العارفون بالله وأسمائه
    وصفاته وحقه. ومن هنا يُفهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث
    الذي رواه أبو داود، والإمام أحمد، من حديث زيد بن ثابت وحذيفة وغيرهما:
    « إِنَّ
    اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ
    أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ
    رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ
    ». [ قال الألباني: صحيح ["الظلال": (245)]]
    ومِلاكُ هذا الشأن أربعة أمور :
    نية صحيحة، وقوةٌ غالبة، يقارنهما: رغبة، ورهبة.
    فهذه
    الأربعة هي قواعد هذا الشأن. ومهما دخل على العبد من النقص في إيمانه
    وأحواله وظاهره وباطنه فهو من نقصان هذه الأربعة أو نقصان بعضها.

    فليتأمل
    اللبيب هذه الأربعة الأشياء، وليجعلْهَا سيره وسلوكه، ويبني عليها علومه
    وأعماله وأقواله وأحواله، فما نَتَجَ من نَتَجَ إلا منها، ولا تخلف من تخلف
    إلا من فقدها.

    والله
    أعلم، والله المستعان، وعليه التكلان، وإليه الرغبة، وهو المسؤول بأن
    يوفقنا وسائر إخواننا من أهل السنة لتحقيقها علماً وعملاً، إنه ولي ذلك
    والمانُّ به، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    وقال في الوابل الصيب:
    والناس في الصلاة على مراتب خمسة :
    أحدها : مرتبة الظالم لنفسه، المفرِّط، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
    الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها، لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار.
    الثالث
    : من حافظ على حدودها وأركانها، وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو
    مشغول بمجاهدة عدوه؛ لئلا يسرق منه صلاته، فهو في صلاة وجهاد.

    الرابع
    : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها، واستغرق قلبه
    مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يُضَيِّع منها شيئاً، بل همُّه كله مصروف إلى
    إقامتها كما ينبغي، وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبَه شأنُ الصلاة
    وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.

    الخامس
    : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكنْ مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه
    بين يدي ربه عز وجل، ناظراً بقبله إليه، مراقبا له، ممتلئا من محبته
    وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلَّتْ تلك الوساوس والخطوات، وارتفعت
    حُجُبُها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أعظم مما بين
    السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه عز و جل، قرير العين به.

    فالقسم
    الأول معاقَبٌ، والثاني محاسَبٌ، والثالث مَكَفَّرٌ عنه، والرابع مثابٌ،
    والخامس مُقَرّبٌ من ربه؛ لأن له نصيباً ممن جُعِلَتْ قرة عينه في الصلاة،
    فمن قَرَّتْ عينه بصلاته في الدنيا قَرَّتْ عينه بقربه من ربه عز وجل في
    الآخرة، وقرت عينه - أيضا - به في الدنيا، ومن قرَّتْ عينه بالله قرَّتْ به
    كل عين، ومن لم تَقَرَّ عينه بالله تعالى تقطَّعَتْ نفسه على الدنيا
    حسرات.
    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    كيف تقر عينك بالصلاة ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » كيف تصبر على البلاء ؟ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
    » الدعاء الذي لا يكاد يرد للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
    » زاد الـمـســــافـــر "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى" سورة البقرة 179. " قال ابن القيم رحمه الله تعالى: السائر إلى الله والدار الآخرة، بل كل سائر إلى مقصد لايتم سيره ولا يصل إلى مقصوده إلا بقوتين: قوة علمية، وقوة عملية. فبالقوة العلمية
    » أسباب شرح الصدور للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
    » عنوان السعادة وعنوان الشقاوة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات بنوفر :: المنتدى الاسلامي العام-
    انتقل الى: