منتديات بنوفر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بنوفر

الموقع الأكثر تطوراً في مجال الترفيه والتسلية ، تابع أحدث أخبار الأدب والفن الأفلام والمسلسلات، الرياضة، البرامج والألعاب، الفضائيات والاتصالات، العلوم واللغات، شاركنا آرائك مع محبي الفن والثقافة
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
مشاركة
موقع طريق الاسلام
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 88 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 88 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 264 بتاريخ 21/9/2024, 10:28 pm
Unite For Children
The Prophet Muhammad

It Is Time to know Muhammad The Prophet Muhammad

http://xsltcache.alexa.com/site_stats/gif/t/a/aHR0cDovL2Jub2ZyLmhvb3hzLmNvbQ==/s.gif
مشاركة
منتديات بنوفر
     
    مستشفي سرطان الأطفال
    Childrens Cancer Hosbital
    معا لحماية الأطفال
    Unite For Children

    COMODO 5.0.162636.1135

    Freedom Fighters class

    حصريا برنامج الحماية العملاق COMODO 5.0.162636.1135 Final للحماية من الفيروسات وملفات التجسس والتروجان وجميع الملفات الضارة في نسخه الثلاثة ( Internet Security - Antivirus - Firewall ) على اكثر من سيرفر

    CyberLink PowerDVD

    لعبة UEFA EURO 2008

    حصريا مشغل الافلام الافضل على الاطلاق CyberLink PowerDVD 10.0 Build 2113 فى اصداره الاخير لجودة اعلى على اكثر من سيرفر DVD`Rip

    AVS Video Editor 5.1.2.131

    Thief Deadly Shadows III

    حصريا برنامج AVS Video Editor 5.1.2.131 لتحرير الفيديو و اضافه عليه مؤثرات و الكتابة على الفيديو و الكثير .. بحجم 135 ميجا بايت معه الكراك و على اكثر من سيرفر بجوده HDTV تحميل مباشر على اكثر من سيرفر

    SONY Vegas Pro 9.0e Build 1147

    Avencast-Rise of the Mage

    حصريا عملاق سونى SONY Vegas Pro 9.0e الرائع لتحرير الفيديو والتعديل عليه بامكانات احترافية غير معقولة بحجم 163 ميجا على اكثر من سيرفر

    ClamWin Free Antivirus 0.96.1

    Celtic Kings-Rage Of War

    حصريا مكافح الفيروسات القوى والمجانى ClamWin Free Antivirus 0.96.1 بحجم 30 ميجا فقط على اكثر من سيرفر

    Winamp 5.572 Build 2933 Pro

    Chaos Legion

    عملاق تشغيل الصوتيات Winamp 5.572 Build 2933 فى اخر اصدارته مع الكيجن الخاص تحميل مباشر وعلى اكثر من سيرفر

    Alcohol 120%

    WWE Raw Total Edition 2008

    حصريا برنامج حرق الاسطوانات العملاق Alcohol 120% 7.0 بتحديثات جديدة بحجم 12 ميجا وعلى اكثر من سيرفر

    Windows XP SP3 OEM

    Taxi Extreme 3

    مجموعة نسخ اكس بي خاصة لاشهر الماركات العالمية Acer| Dell| HP-Compaq| SATA Drivers

    Devastation Zone Troopers

    Devastation Zone Troopers

    حصريا: لكل عشاق ألعاب الدمار الشامل DZT -فقط على ماي ايجي -على أكثر من سيرفر

    فيلم قاتل ما قتلش حد

    مجموعة العاب تعليمية "

    على فيلم قاتل ما قتلش حد اكثر من سيرفر سيرفر

    فيلم 1000 مبروك DVDRip

    CLUE classic 2008

    النسخة النهائية ,,من فيلم الف مبروك بجودة DVD RIp وبمساحة 262 ميجا رابط واحد على عدة سيرفرات

    ولاد العــــــــــــــــم DvdScr

    Long Range Shooting Simulation

    أفضل نسخة حتى الان لفيلم ولاد العم DvdScr مضغوطة بمساحة 260 ميجا على أكثر من سيرفر

    فيلم امريكاني من طنطا

    Dethkarz

    فيلم امريكاني من طنطا وعلى اكثر من سيرفر

    قبلات مسروقه DvdRip

    Generals

    حصريا الفيلم العربى - قبلات مسروقه - للكبار فقط نسخه DvdRip تحميل مباشر على اكثر من سيرفر

    Spirit Of The Wolf

    لعبة Splinter Cell"

    حصريا مع اللعبة الممتعة Spirit Of The Wolf بحجم 1.36 جيجا على اكثر من سيرفر

    فيلم Water Lilies للكبار فقط

    L.A.Rush

    فيلم Water Lilies للكبار فقط وعلى اكثر من سيرفر

    The Legend Of Zorro Dubbed

    لعبة Iron.Man

    فيلم الأكشن والتشويق The Legend Of Zorro مدبلج للعربية بمساحة 310 ميجا على أكثر من سيرفر

    Spider-Man II

    Star Defender 4

    فيلم الأكشن و الخيال العلمي 2 spider man مدبلج للعربيه بحجم 404 ميجا , تحميل مباشر

    MPlayer 2010-05-22 Build #79

    Arctic Stud Poker Run

    حصريا عملاق تشغيل المالتيميديا MPlayer 2010-05-22 Build #79 في اخر اصدار له بحجم 27 ميجا على اكثر من سيرفر

    avast! Antivirus 5.0.499 Beta avast! Internet Security 5.0.499 Beta

    Chess3D v2.8

    حصريا عملاق الحماية avast! 5.0.499 Beta بنسختيه Antivirus & Internet Security وعلى اكثر من سيرفر

    DirectX 9.28.1886 Redistributable

    EURO 2008

    حصريا برنامج DirectX 9.28.1886 Redistributable اللازم لتشغيل الالعاب من ميكروسوفت بتحديث فبراير 2010 على اكثر من سيرفر




     

      أعيادنا بين العادة والعبادة

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    sayedmarey
    مشرف عام المنتدي
    مشرف عام المنتدي
    sayedmarey


    مكان الاقامة : بنوفر
    ذكر عدد المساهمات : 291
    نقاط : 14250
    تاريخ التسجيل : 13/04/2011

     أعيادنا بين العادة والعبادة Empty
    مُساهمةموضوع: أعيادنا بين العادة والعبادة    أعيادنا بين العادة والعبادة Empty16/11/2011, 5:44 am



    كلمتا
    العادة والعيد: تجتمعان في أصل الاشتقاق اللفظي، وتلتقيان على الاشتراك في
    المعنى الوضعي، ولكن الإسلام حينما شرع عيديه العظيمين بيَّن بناء
    مشروعيتهما على معانٍ دينية جليلة، وأبقى اللفظ للدلالة على الزمن المؤقت
    لتلك المعاني، كما هو شأنه في جميع حقائقه وأحكامه القدرية والتكليفية
    والكونية المشهودة والمغيبة، يدل عليها بمفردات وتراكيب عربية مما يعرف
    الناس، ويبقي لها جزءًا من المعنى يتصل بالمعاني الدينية أيَّ اتصال، أو
    يكون جزءًا منها ثم يصرف بقية الأجزاء من المعاني إلى الغرض الديني الكامل
    حتى لا يكون اللفظ منقولًا من معنى قديم أفرغ منه إفراغًا إلى معنى جديد
    شُحن به شحنًا.

    وما كاد الإسلام
    يظلِّل العرب بلوائه حتى كانت للألفاظ التي تصرف في معانيها الوضعية
    بالتخصيص أو التعميم أو غيرها من وجوه التصرف مفهومة لا يلتوي فيها ذهن،
    ولا يجافيها إدراك، وانتقلت مع الإسلام إلى الأمم الأخرى فإذا اللغة
    العربية قائمة بهذا الدين، كأنما أعدت له إعدادًا، ووضعت وضعًا أوليًّا
    خاصًّا لمعانيه الدينية الجديدة، وكانت بذلك أحسن مؤدٍّ لحقائقه، وأعظم
    حامل لأسراره، ويتلطف علماء البيان حينما يسمون هذا النوع من التصرف
    (الحقائق الشرعية) يقابلون به الحقائق الوضعية، وهنا يتجلى لطف الله وسماحة
    دينه، إذ لم يجعل للدين لغة خاصة، وللدنيا أخرى، بل جعل لغة
    الدنيا هي لغة الدين، مع أن لغة الدنيا لا تتسع في العادة لحمل الحقائق
    العليا كصفات الله، ولا لوصف الغيبيات المطلقة، كالعوالم الروحانية وما بعد
    الموت ودار الجزاء.

    لم يبق من معنى
    كلمة العيد في الإسلام إلا أنه يعود في زمن مقدر، أما ما عدا ذلك فصرفه إلى
    معان دينية مما ينفع الناس، ففي العيدين المشروعين أحكام تقمع الهوى، من
    ورائها حكم تغذِّي العقل، من تحتها أسرار تصفي النفس، من بين يديها ذكريات
    تثمر التأسي في الحق والخير، وفي أطوائها عِبر تجلِّي الحقائق، وأمثلة
    عملية في الإحسان وتقوية ملكته، وقواعد متينة في التربية الفاضلة، وموازين
    تقيم المعدلة بين الأصناف المتفاوتة من البشر، ومقاصد سديدة في حفظ الوحدة،
    وإصلاح الشأن، ودروس تطبيقية عالية في التضحية والإيثار، والرحمة والمحبة،
    وهما مع ذلك كله ميدان استباق إلى الخيرات، ومنافسة في المكرمات.

    قرن الإسلام كل
    واحد من العيدين بشعيرة من شعائره العامة، لها جلالها الخير في الروحانيات،
    ولها خطرها الجليل في الاجتماعيات، ولها ريحها الهابَّة بالخير والبر
    والإحسان والرحمة، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية التي لا
    تكون الأمة أمة صالحة للوجود، نافعة في الوجود إلا بها.

    هاتان الشعيرتان
    هما شهر رمضان الذي جاء عيد الفطر مسك ختامه، وكلمة الشكر على تمامه،
    والحج الذي كان عيد الأضحى بعض أيامه، والظرف الموعي لمعظم أحكامه، وناهيك
    بالشعيرتين منزلة بين شعائر الإسلام، وإنهما مظهر الامتحان الذي هو أساس
    التكليف، وإن كليهما سوق امتياز يمتاز منه الموفقون طرائف الخير، والعاملون
    لله فيه بالصدق والوفاء، وما كل تاجر رابح، وما كل متجر ربيح، وما كل
    بضاعة من أعمال العاملين تروج عنه الله، وإن شرَّ ما باء به تاجر في تجارة
    أن يجتمع عليه التعب والخسارة.

    هذا الربط
    الإلهي بين العيدين وبين الشعيرتين كافٍ في الحكم عليهما، وكاشف عن وجه
    الحقيقة فيهما، وأنهما عيدان دينيان بكل ما شرع فيهما من سنن حتى ما ندب
    إليه الدين، وهو في ظاهر أمره دنيوي، كالتجمل والتحلي والتعطر والتوسعة على
    العيال، وإلطاف الضيوف، والمرح، واختيار المناعم والأطايب، واللهو، مما لا
    يخرج إلى حد السرف والتغالي والتفاخر المذموم.

    فمن تحرر
    المحاسن في الإسلام أن المباحات إذا حسنت فيها النية، وأريد بها تحقيق حكمة
    الله، أو شكر نعمته انقلبت قربات، إلى الغاية التي نطق بها الحديث الصحيح:
    (( حتى اللقمة تضعها في فِي امرأتك)).

    كِلا طرفي العيد
    في معناه الإسلامي جلال وجمال، وتمام وكمال، وربط واتصال، وبشاشة تخالط
    القلوب، واطمئنان يلازم الجنوب، وبسط وانشراح، وهجر للهموم واطراح، وكأنه
    شباب وخطته النضرة، أو غصن عاوده الربيع فوخزته الخضرة، فلو وصف العيد نفسه
    وصف الخائل المزهو، وخلع على نفسه كل ما انتهى إليه خيال الشعراء، لكان
    مقصرًا عن الغاية مما وصفه الإسلام به، ولكان نازلا عن المنزلة التي وضعه
    فيها، وليس السر في يومه الذي يبتدئ بطلوع شمس، وينتهي بغروبها، وإنما السر
    فيما يعمر ذلك اليوم من أعمال، وما يغمره من إحسان وإفضال، وما يغشى
    النفوس المستعدة للخير فيه من سمو وكمال.

    العيد في نظرة
    الإسلام ملتقى عواطف تتقارب، بين طوائف كانت في أمسه تتحارب، ففيه يتنزَّل
    الغني المترف، ويصعد الفقير المترب، فيلتقيان في عالم من عوالم المثال كما
    يقول الصوفية، هو خير ما ظلَّت الإنسانية تنشده فلا تجده، يتجلى العيد
    بجلاله على الغني فينسى تألهه بالمال، ويذكر أن كل من حوله إخوانه أولا
    وأعوانه ثانياً فيمحو إساءة عام بإحسان يوم، ويتجلَّى على الفقير بجماله
    فينسى متاعب العام، ومكاره العام، وتمحو بشاشة العيد من نفسه آثار الحقد
    والتبرم والضيق، ولا تتفتح أمام عينيه إلا الطريق الواصلة بالله، المؤدية
    إلى الخير، وتنهزم في نفسه دواعي اليأس على حين تنتصر بواعث الرجاء.

    هذه بعض معاني
    العيد كما نفهمها من الإسلام، وكما حققها المسلمون الصادقون يوم كانوا،
    فكان هذا الدين من العام زاد الرحلة بآثاره، ثم بانتظاره للعام كله، وكانت
    آثاره في النفوس كآثار الحمَّام في الأبدان رحضًا للأبدان، وبعثًا للنشاط،
    فأين نحن اليوم من هذه الأعياد، وأين هذه الأعياد منا؟ وأين آثار العبادة
    فيها من آثار العادة؟

    آفة محاسن
    الإسلام – وما محاسن شيء كله حسن – هذه الظواهر المتقلبة التي سمون مجموعها
    عادة، فهي التي تتسلط على تلك المحاسن بالطمس والتشويه حتى تمسخ الجمال،
    ثم تنسخ التأثير، ثم تفسخ العقد، فلا يبقى للجمال استهواء للنفوس ولا تأثير
    فيها، ولا سلطان عليها، وقد تبدأ بالإلف يعقبه أنس، يعقبه تأثر، يعقبه
    اعتبار، يعقبه تحكم، يعقبه تحيكم، ثم ينتهي بأسوأ ما ينتهي إليه تعاقب
    الأطوار، وهو النزول عن حكم الدين في ثبوته، والعقل في تقبيحه وتحسينه،
    والفكر في تأنيه ووزنه وقياسه وترتيبه وتقديره لحكم العادة المضطربة
    المتقلبة، فتصبح هي الحاكمة المقبحة المحسنة المقدرة، وهي صاحبة الاعتبار
    الأول في تقدير الحياة، ثم تتسامى إلى المسلمات اليقينية، فتمسها بالتشكيك
    ثم إلى الحقائق الدينية فتبتليها بالتزهيد فيها أو بالتبغيض، وهذا هو شر ما
    وصل إليه المسلمون بالنسبة إلى شعائر دينهم: تهجر بين أقوام فيصبح هجرها
    عادة تخشى مخالفتها والخروج عنه، ويقيمها أقوام بحكم العادة لا بحكم الدين،
    وآية ذلك أن فاعلها يأتي بها متبرمًا متثاقلًا مقدرًا لعتاب الناس لا
    لعذاب الله، وهذا التناقض في آثار العادة واقع بين المسلمين مشهود مشهور.

    ونحن لا ننكر أن
    عوائد الناس تابعة لأحوال الناس رقيًّا وانحطاطًا، فالأمة الراقية ترقى
    عادتها في الغالب؛ لأن عادتها تتشعب من مقوماتها، والأمة المنحطة تنحط
    عاداتها، والمسلمون اليوم في أحط دركات الانحطاط، فلا عجب إذا كانت عاداتهم
    المتحكمة فيهم من نوع حالتهم العامة. فمناشئ العادات فيهم هي أخص أحوالهم
    من الجهل والأمية والفقر والذلة والهوان وموت الشعور بالكرامة والشرف،
    ويقظة الشعور بالمهانة والنقص في النفس وفي الجنس والنفور من القريب
    والخضوع لحكم الغريب، فقل ما شئت في عادات تتكون من هذه الأمشاج الخبيثة،
    ثم حدث ولا حرج عن الآثار السيئة لتحكم هذه العادات في حياة المسلمين، ثم
    ابكهم مع الباكين، حينما تمد هذه العادات السخيفة مدَّها فتنصبُّ على
    الدين، فتصبح موازينه مأخوذة بالاعتبارات العادية، وأحكامه خاضعة
    للاعتبارات العادية، وأعماله تابعة للاعتبارات العادية، وواقعنا اليوم هو
    هذا، فليسلم العقلاء منا بهذا الدافع وليعالجوا الحالة على ضوئه، وحذار من
    المكابرة فيه، فشر الخلال أن نركب الكبيرة ثم نكابر فيها فنصيرها كبيرتين،
    وتحجبنا المكابرة عن العلاج فنكون من الهالكين.

    بلونا أمر
    المسلمين في القرون الأخيرة شهادة للحاضر، وتلقفًا لأخبار الغائب، وبدأنا
    بأنفسنا فوجدنا أنا ما أوتينا إلا من ضعف سلطان الدين على نفوسنا، ووزننا
    للأشياء كلها بالميزان العادي، وتحكيمنا للعادات السخيفة التي نبتت فينا في
    عصور الانحطاط.

    هذه شعيرة الحج
    على جلالتها أصبحت متأثرة بالعوائد، فلا يحفز معظم المسلمين إليها ذلك
    الحافز الديني، ولا تدفعهم إلى تحمل لأوائها تلك الغاية السامية التي شرع
    الحج لتحقيقها، وإنما يحفز معظم الناس إليها الافتتان الشائع بالتلقيب،
    كأنهم يتبرمون بأسمائهم المجردة من كثرة التبذل والاستعمال، فيسعون في
    إضافة لقب أو وصف، كما يتهالك الخليون الفارغون على الألقاب الحكومية
    الزائفة، ويبذلون فيها الجعائل، وإن ذلك لمن هذا، وفي الأمم إذا تداعت
    للسقوط مشابه من البناء إذا تداعى للانهيار.

    وهذه شعيرة
    الصوم خلت بين المسلمين من روحها التي تزكي وتجلب الروح والاطمئنان، وأصبحت
    وظيفة عادية يقوم بها القائمون تأثرًا بالعادة، لا انسياقًا للدين،
    ويتركها المنتهكون لحرمات الله، فيشيع الترك، فيكون هو العادة الجارية،
    ويكون الصوم شذوذًا خارقًا للعادة، وكلا الأمرين واقع في الأقطار
    الإسلامية، فالمحافظة على الصوم تغلب في الجزائر مثلًا اتباعا لعادة
    المجتمع المتشدد مع المفطرين، وهذا المجتمع المتشدد في الصم متساهل إلى
    أقصى الحدود مع تاركي الصلاة، فلو كان للشعائر سلطانها الديني على النفوس
    لما أفطر في رمضان أحد، ولما ترك الصلاة أحد، ولما كان للعادة دخل في هذا
    المجال، ولو كان المتشددون مدفوعين بدافع ديني لكان تشددهم مع تاركي الصلاة
    أقوى وأشد، وأولى وأوكد.

    وعمود هذه
    الكلمة هو الأعياد، ولكن ضرورة التمثيل خرجت بنا عن الجدد إلى الحيد بعض
    الشيء، فلنعد إلى العيد، ولنقل: إن المسلمين جردوا هذه الأعياد من حليتها
    الدينية، وعطلوها من تلك المعاني الروحية الفوارة، التي كانت تفيض على
    النفوس بالبهجة، مع تجهم الأحداث، وبالبشر مع عبوس الزمن، وأصبحوا يلقون
    أعيادهم بهمم فاترة، وحسٍّ بليد، وشعور بارد، وأَسِرَّة عابسة، وكأنها
    عملية تجارية تتبع الخصب والجدب، وتتأثر بالعسر واليسر والنفاق والكساد، لا
    صبغة روحية ذاتية تؤثر ولا تتأثر. ولولا نفحات فطرية تهبُّ على نفوس
    الصغار القريبين من الفطرة، فتتجلى فيها بعض معاني العيد، فتطفح بشرًا على
    وجوههم، وتنبعث فرحًا في شمائلهم، ونشاطًا في حركاتهم، واجتماعًا على
    المحبة في زمرهم، واتجاهًا إلى المبهجات في مجتمعاتهم، لولا ذلك لكانت
    المآتم أعمر بالحركة وأدل على الحياة من أعيادنا.

    العادات
    محكمة... ويقيد الفقهاء إطلاق العادة بأن تكون محققة لمصلحة، أو دافعة
    لمفسدة، وبأن لا تنقض نصًّا شرعيًّا، ولا تعاند حكمًا إجماعيًّا، فإن لم
    تكن كذلك كانت باطلة مردودة، ونحن نقول: إن عاداتنا مع سخافتها، أصبحت
    حاكمة يرجع الناس إليها عن عقولهم وأفكارهم ومصالحهم وعن دينهم أيضًا.

    لو أوتينا الرشد
    لكان لنا من أعيادنا الدينية الجليلة مواقف لتصحيح الانتساب، ومواقيت
    لتصفية الحساب، ولعلمنا أن نفس المؤمن تتسع للدين والدينا، وأن كمال أحدهما
    كفيل بكمال الآخر، وأن طروق الضعف لأحدهما مؤذن بطروقه للآخر. ويوم كان
    الدين كاملًا في النفوس كانت الدنيا مملوكة لتلك النفوس، ويوم أضعنا الدين
    أضعنا الدنيا، فلا يذهب الخراصون مذاهبهم في العلل والأسباب؛
    فهم بعض تلك الأسباب، ولا يتعبوا أنفسهم في (الوصفات) لدواء أمراضنا، فهم
    بعض أمراضنا، ونحن أعرف بدائنا ودوائنا، ومن آداب النبوة فينا (الحمية رأس
    الدواء) فأنجع الأدوية لأدوائنا الحمية.. الحمية من المطامع والشهوات فهي
    التي أفسدت علينا ديننا ودنيانا، وإذا فعلت هذه الحمية فعلها خفت الأخلاط
    فخفت الأغلاط، فتجدد النشاط، فهدينا إلى سواء الصراط.

    الحمية رأس
    الدواء والحمية لا تفتقر إلى إرشاد طبيب. فلنخرس هذه الببغاوات المرددة
    لفرية أعداء الإسلام بأن الداء آتٍ من الإسلام، وأن الدواء في التحلل منه،
    وليربع كل ناعق من هؤلاء على خلعه، وليعلم أنه فينا كالضرس المؤوف كل الخير
    في قلعه.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    أعيادنا بين العادة والعبادة
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » أعيادنا بين العادة والعبادة محمد البشير الإبراهيمي (ت 1373هـ - 1954م)

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات بنوفر :: المنتدى العام-
    انتقل الى: